'اتصالات المغرب' الدجاجة التي باضت لـ 'فيفاندي' ذهبا تنتهي قوقعة فارغة
مند أن كشفت فيفاندي عن نيتها في تفويت حصتها في رأسمال اتصالات المغرب، تعددت تخمينات ومضاربات الصحافيين والمحللين حول الحجم المحتمل للصفقة. وبلغت التقديرات المتداولة في المدة الأخيرة 4,5 إلى 5,5 مليار أورو.
طبيعي أن تعمل فيفاندي ، كأي بائع ، على الرفع من حجم ربحها عبر إبراز غنى وقيمة المقاولة ، وبديهي كذلك أن يلجأ المشترون إلى طلب خبرة الخبراء لتحديد القيمة الفعلية للمقاولة وسعرها الحقيقي.
واعتبارا للطابع السري للمشاورات الجارية ، فإن أي رقم رسمي لم يصدر بعد . غير أن ستيفان ريشارد ،مدير فرانس تليكوم الفرنسية، الذي كان قد عبر في وقت سابق عن اهتمام شركته بالصفقة قد تراجع عن ذلك معتبرا ما تطلبه فيفاندي "جنوني"
و اعتبر بنك الأعمال الأمريكي كولدمان ساكس ، مؤخرا ، قيمة اتصالات المغرب في السوق مبالغ فيها بنسبة 30 في المائة وقدر سعر السهم ب 6,8 أورو.
إن المساهمين في اتصالات المغرب، وفي مقدمتهم فيفاندي، لا يعيرون انتباها إلا للأرباح التي سيجنونها ولصورة مردودية المقاولة التي يرغبون في تفويتها للمشترين المحتملين . وليس هناك سر في ميدان الأعمال ،من أجل الحد من هبوط رقم الأعمال يجب تقليص التحملات المرتبطة بالاستثمار والعاملين وكلف الشراء.
في بلاغ صحفي صدر يوم 21 فبراير2013 متعلقا بنتائج سنة 2012 حرصت اتصالات المغرب على إبراز عدد من المؤشرات التي تختلف في معظمها عن مؤشرات السنة السابقة ، والسبب أن مؤشرات السنة السابقة كانت سيئة .لكننا نستخلص من تلك المؤشرات ميلي :
انخفاض رقم أعمال اتصالات المغرب بنسبة 7,4 في المائة
انخفاض النتيجة الموزعة بنسبة 20 في المائة
انخفاض الاستثمارات بنسبة 7 في المائة
انخفاض كلف الشراءات بنسبة 34 في المائة
إن الزبون الذي يعتبر ملكا ، ودون أن يكون خبيرا ، تكون لديه أحكام دقيقة حول نوعية المقاولة. هكذا فقد كان ممثلو المواقع على الشبكة العنكبوتية المجتمعون يوم 1 فبراير الماضي ، في إطار موروكو ويب أواردس ،قد عبروا عن الغضب حيال اتصالات المغرب ، التي كانت المنظم لهذه التظاهرة. وتعرض ممثل الشركة للصفير والاحتجاج خلال وقت ليس بالقصير. كان ربع ساعة صعبا بالنسبة لاتصالات المغرب لكنها استطاعت أن تحول دون نقل ما حدث من طرف الصحافة.
ماالذي جعل هؤلاء الزبناء العارفين يتصرفون على هذا النحو؟
أول مؤاخذة على اتصالات المغرب هي النوعية السيئة للخدمة التي تعكس ، كما لا يخفى على أحد، سياسة الاستثمار المتبعة من طرف أي مقاولة والاهتمام الذي توليه لزبنائها . ومع ذلك ، فقد وقعت اتصالات المغرب اتفاقية استثمارية مع الحكومة ب 10 مليار درهم على مدى 3 سنوات ، وهي الرابعة من نوعها، وأفردت الصحافة لهذه الاتفاقية حيزا مهما . لكن الحقيقة التي نستخلصها من المؤشرات الواردة أعلاه هي أن استثمارات اتصالات المغرب تراجعت بنسبة 7 في المائة بينما ارتفع عدد المستعملين وتضاعف الصبيب.
وبحسب معطيات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات ، فإن عدد زبناء اتصالات المغرب للهواتف النقالة قد زاد ب 724000 سنة 2012 هذا بينما ارتفع عدد زبناء ب 2.245000 ، أي بما يعادل ثلاثة أضعاف . وانتقلت حصة اتصالات المغرب من السوق من 67 في المائة إلى 45,8 في المائة مند دخول وانا بينما لم تفقد مدتيل إلا 3,9 في المائة من حصة السوق . ومع ذلك ، فإن اتصالات المغرب تخبرنا بأنها قلصت الميزانية المخصصة للحفاظ على الزبناء ولجلب زبناء جدد ( تراجع كلف الشراءات بنسبة 34 في المائة وفقا للمؤشرات أعلاه) . هذا ما يمكن أن نطلق عليه إطلاق رصاصة على الرجل أو البصق في الحريرة .
لقد كانت المغادرة الطوعية نجاحا ربما لكنها ليست كذلك بالنسبة لكل أولئك الذين أرغموا على الخروج. إنهم لم يبقوا في بيتهم وصاروا غير مرغوب فيهم ، ولم يعودوا مفخرة للمقاولة بل حملا ثقيلا يجب التخلص منه بعد سنوات طويلة من الوفاء لهذا البيت . ورغم أن المسألة أثيرت في البرلمان ، فإن ذلك لم يثن مسؤولي اتصالات المغرب عن إصرارهم . هكذا وجد عدد من العاملين أنفسهم يحصلون على تقاعد لا يتجاوز ربع الأجر الذي كانوا يتوصلون به .
ونظرا لعدم كفاية ذلك ، فقد لجأت اتصالات المغرب إلى تخفيض العلاوات السنوية التي يتلقاها مستخدموها . ووصل هذا التخفيض إلى 20 و50 في المائة في أقل الأحوال .
بعض المستخدمين الذين لم يخضعوا للضغط من أجل المغادرة تعرضت أجورهم للتخفيض .
هكذا ، فقد تغلب ارتفاع ضغط العمل وتخفيض المداخيل على كل الإرادات الحسنة وطبيعي والحالة هذه أن تتدهور الخدمة.
لقد توصلت فيفاندي ب 30,6 مليار درهم من الأرباح ، بالدرهم الثابت ، وتستعد للحصول على 3,5 مليار درهم برسم أرباح سنة 2012 . و سعر سهم اتصالات المغرب البالغ في بورصة القيم بالدار البيضاء حاليا حوالي 105 درهم يجعل قيمة مساهمة فيفاندي في رأسمال اتصالات المغرب يصل إلى 48 مليار درهم.
لقد كانت اتصالات المغرب بالنسبة لفيفاندي تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا وفي مقابل ذلك عملت على تحويلها إلى قشرة فارغة
_________________
« Je possède ce don d'observation appelé vulgairement cynisme par ceux qui en sont dépourvus. ». George Bernard Shaw